الاستحاء اللاهوتي

===========   

إيجاز 

 إن الاعتماد الأساسي   لصياغة هذا الموضوع وبدرجة الأساس على العقيدة المطلقة بالإيمان بالله عزه قدرة وملائكته و رسوله  وكتبة والصالحين من الجن و الإنس ، لذا يبدءا هذا التعامل ضمن إطار التخاطر الذاتي والقناعة  لبرمجة الذات وهي معروفة ولدينا في العالم الإسلامي وخاصة في العراق عدة طرق  بهذا المسلك ، فالعبادة  تقسم على حقائق فكرية مرتبطة بعلاقة العابد بالمعبود كعبادة العامة والخاصة وأصحاب التجليات وأصحاب العرفان وأخرها أصحاب الولاية ، فالاستحاء اللاهوتي يستند الى عبادة العرفان  ( وكما سيسمونهم المتصوفة ) والتي تستند إلى الزهد المنظم وحكم التجليات القلبية والعشق الإلهي والذوبان في ذات الله  وحكم الاتصال الإلهي وواقع الانبهار ومنازل الكرامات لديهم وفيرة ، وتستحدث ضمن حتمية الإقرار بالتناقل المستورث  لإحكام سر الطريقة المرتبطة لأهل بيت العصمة  المرتبطة بالعهد والميثاق والصحبة والأخوة وخواتم لتقوية الإيمان  ويتم الترقية بواسطة التنقل من علم اليقين إلى عين اليقين إلى حق اليقين مبتدأ بإحكام الرؤيا ومن ثم الوصول إلى مراحل التحسس الملموس وذلك باستحداث أساليب التركيز وصولا إلى الرحبة النورانية منتهج أساليب الوصول بالترقي .

كالتسبيح وقران الفجر والليل ، وأقامه الليل  بالاستغفار وان يكون المجتهد علما عاملا  عابدا وكلها أساليب معرفة تعتمد بالدرجة الأساسية على  أساليب العبادة والتقوى و الإيثار وكله جهد مبذول لإيجاد اليقين أي درجة الانبهار أو الشارة  وهي درجة من درجات الإيمان المطلق  أي تحسس الحواس  بالقدرة الربانية  أي بالله بعد سيطرة التلاشي على غريزة الشك و نزع هموم الدنيا التي تعتبر الحجب الأساسية  وهي المشتت الأساسي للتركيز وتلك حجب تعيق   تحفيزها للحاسة السادسة لبرمجة الذات وتؤدي الى عدم السيطرة على الكونية الكامنة عن طريق السيطرة الانفعالية  وكلها امور تجعل من الإنسان لا يستطيع السيطرة على غريزة الشك وتكون الأساس بحجب اليقين من الغاية .

وهناك طرق عديدة لدينا في العراق  تنتهج نهج الاستحاء اللاهوتي وأشهرها الطريقة القادرية والرفاعية وتستمد قوتها من الورد الكامل لأسماء الله الحسنى باعتبار الأسماء الله هي مفاتيح الغيب بحكم الآية ( لله الأسماء الحسنى فدعوه بها) وهناك طرق عديدة لتحفيز الطاقة الكونية الكامنة تدخل ضمن الإطار أي تحفيز الحواس كالذكر او الأسلوب ألطرقي او الترتيل او المدد وكلها أمور تؤدي بالانسان بان يخرج من اتزان كونية الوجود لذا تكون هناك أمور اعجازية لا يتحملها العقل البسيط يطلق عليها بالكرامة  ويتم الترقي بهذا المنهج عن طريق التناغم الروحي اي التناقل السلوكي المستورث بين الخليفة والمريد ( المحسوب ) كشرب الماء او التصافح او ما شاكل ذلك   بحكم المنازل  الربانية ويسمى سلم إلى السماء كما ان للخليفة تمكن من إعطاء إحكام المدد للمحاسيب دون الارتقاء وهذه إحدى الأسس الحقيقة للإقناع بحكم البينة

ان لتلك الممارسات قد تحقيق واقعنا له تأثير سلبي في حالة استحواذها على كيان الإنسان ليتحول الانسان الى عالة دون إنتاج وكيان مهمش بسبب التزهد لذا يسترعي الانتباه لمثل هذه الأمور فالزهد البسيط المقنن والمعرفة الإلهية والوصل ضمن أساليب الرقي تحتاج الى نظام معين وطرق تجعل من الإنسان كيان نفعي يمكن ان يكون واسطة بين العباد وربهم الرحمن او  لما يمتلكه من كرامات يكون عونا لنا وببرتكه تسير الأمور بإذن الله والمدرسة كفيلة بهذه الأمور التي ترتبط بالأصالة و الإبداع ليكون لهذا القسم المساحة الواسعة  لما تكنه بغداد الشريفة لعباقرة العرفان من موسى ابن جعفر ( ع) إلى الكيلاني وشيخ معرف الكرخي و جنيد البغدادي ناهيك عن المعاصرين فهم كثر وان لهذه المدرسة العرقية الأولوية بحقيقة الاستقراء الناقص والمعرفة الحدسية وهذا موضوع شاك وعميق كما انه يصل بالمرء إلى منزلة الأولياء والصديقين ان كان صادقا

المدرسة التجريدية للانسان