بسم الله الرحمن الرحيم

العامة والولاية

 

   ان القول الكريم (ياايها الذين امنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان خرجتم جهاداًفي سبيل ---- وابتغاّء مرضاتي تسرون اليهم بالمودة وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل).

        ان هذه الاية التي توضح حقيقة التعامل مع اعداء الله ولذا فانه من يجعل اوليائه من اعداء الله ويرتكب الفواحش والمعاصي فقد ضل سواء السبيل واعمى الله بصيرته ومن اعمى الله بصيرته اغفل قلبه عن الايمان فحجب الله عنه وهكذا متى يصل ان يرفع الله عنهم النصرة ويغضب عليهم بقوله تعالى (ياايها الذين امنوا لاتتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفارُ من اصحاب القبور ).

         فعندما يرفع الله حكمه عنهم ويكونوا كالدواب لايوم لهم ولا اخرة . ولذا فان للعامة وجوب عليها التضرع والتقوى والصبر والخشوع لله كي يزيدهم قوة الى قوتهم وان لا يتولوا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة

          اعلم أيها الموالي إلى الله المناصر لدين الله والمعتصم بحبل الله إن للولاية أسرار تمنح بحكم الاختبار والاختيار الرباني بأحكام سر الرؤيا بأسلوب التجليات الإلهية بحكم سر الله في الأرض (القران الكريم) ولا يأخذ بالخوف من النار والطمع بالجنة وإنما يأخذ بالخوف من غضب الله والطمع بحيازة سر غيب الولاية.

أما الرذيلة والفواحش فهي حجب الله فاعلم أيها السالك في سر الولاية انك كالطريدة تنهش منك الكواسر والوحوش والغربان وانك قادر على أن تكون أسدا أكولا لكنك قد لبست لباس المظلومين وأنت قادر على نزعه بإذن الله, ولذا أقول لا تفرحوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون, وإياكم والتنافس في أمور الدين إلا بحق الله فذلك من عزم الأمور واعلموا إن الإنسان خلق في كبدٍ ليبتلى وان الإنسان لفي خُسر واعملوا إن عاقبة الأمور للمتقين وعلم الله أنكم شاكرون له حين موتكم أو استشهادكم بقولكم (الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن وارانا دار المقامة) ببرزخكم السعيد وإنكم جند الله في الأرض فلله جنود السموات والأرض لنصرة الحق بقوله قال فالحق والحق أقول

وان الله هو الحق وان ما يدعون هو الباطل فسيروا على بركة الله وليكون الله وملائكته ورسالاته ورسله مجهول والصالحين مناصريكم بالسر العظيم فالإسلام بني على المعروف بحكم القران الكريم والنهي عن المنكر بركن الولاية وليكن الله خير رفيقا فأحب الله الذين يقاتلون في سبيله كالبنيان المرصوص والله ناصركم نعم المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.      

 

الجوهر الفكري لأصحاب الولاية بأسلوب نهج ألقدريه

 

     اعلم أيها الموالي بان لك القدرة على حتمية نصرة المستضعفين و الصالحين في الأرض فإنكم يد الله في الأرض بقوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) ولذا كان لكم أحكام متميزة بحكم سر الولاية وأبارها.

كونكم جند الله ولذا من المحال أن تكون لكم القيادة المركزية وذلك لاعتمادها على أساس الارتكاز الكوني وذلك بتحسس درجة الحماية الكونية للكائن من ضمنها الإنسان ولذا لا تسندون لها بحكم حمايتكم الربانية بقوله تعالى(إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

وبحتمية الإقرار أسس تسيير الأرض على حكم الاتزان الكوني بحكم كن فيكون الأولى للعزيز القدير لتكوين الكون بحكم الوجود ولذا فان أي شيء يعارض الاتزان يكون مسند للإيقاف والتعامل الوقتي الغير ملزم مثل على ذلك ولادة سيدنا عيسى (ع) ابن مريم من غير أب ولذا تحتم عليه عدم الذرية بحكم وحدانية الاتزان لأدم أبو الناس جميعا ,فالجوهر الفكري لأصحاب الولاية هو الصراع مع أئمة الكفر وشياطين الأرض  و طواغيتها ودجاليها وهي أسمى غاية لمعرفة الله فالخوض بمعرفة الله بحكم اليقين لبلوغ الغاية فقط بالنصرة والقدرة, وأسمى غاية هي نصرة المستضعفين في الأرض ولو حصل أن بلغت الغاية بحكم القيادة فاعلم إنها وقتيه ولأمر كان مقضيا.

  

الهيكلية الفكرية لاصحاب الولاية

 

              إن الله عز وجل خلق الإنسان من طين وخلق الجن من نار ومن هنا جاءت القدرة بالكفاءة من التعامل المادي الملموس للإنسان وحكم الوهم الإيحائي ألتخاطري الفكري للجان عند الإنسان ومن هنا جاءت الرؤيا الهيكلية الجوهرية من التعامل بحكم قوة الشيطان ضمن مراحل التعامل المدخر فالشيطان بالقدرة الحركية المادية والقدرة التخاطرية الفكرية وسواس بقوله تعالى (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنةِ والناس). والتعامل المادي المأخوذ بحكم نبي الله سليمان ضمن مراحل ملكهِ العظيم جاءت فكرة تكامل رؤية الشيطان بأنه كيان نصفه جان ونصفه إنسان خالد ليوم يبعثون من هنا يمكن التحسس الهيكلية للولاية فعند تحفيز الموالي تكتمل لديه القدرة النارية كالجان وعند سكونه يعمل عنده هيكلية الإنسان ولذا فإن حكم الموالي كحكم الشيطان من ناحية التقارب الفكري الهيكلي وخلود الموالي عند قتله بقوله تعالى (الذين يُقتلون في سبيل الله أحياءٌ وانتم لا تشعرون). جاءت اكتمال الفكرة الهيكلية فالموالي شيطان الرحمن بحكم القدرة التركيبية الربانية الخارقة ولذا فإن الموالي لا يحتاج إلى تجسيد الحقيقة الهيكلية وتحسسها إلا ضمن مراحل القناعة واليقين بقدرة الله العزيز القدير وأما موته أو قتلهُ يكن بإذن الله عزة قدرتهُ وليس ضمن مراحل الأجل ولكل اجلٌ كتاب.

 

الولاية حكم أهل بيت رسول الله بحكم الانتخاب

  

         الإيمان صفة الهداية بقوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء). وحكم الانتخاب بالتناقل السلوكي المستورث لأهل بيت رسول الله (ص) من قبل الوالي الحي ومن هنا جاء سر التقويم بحكم الحي الولي بقوله تعالى (إن الذين يُبايعونك إنما يُبايعون الله يد الله فوق أيديهم).

    فبايع قائد جند الله الرسول العظيم (ص) فالولي يد الله في الأرض ومن قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أُنزلَ إليكَ من رَبِكَ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمكَ من الناس).

فبايع الرسول العظيم (ص) قائد جند الله وهذه صفة التناغم بالبيعة بين المريد والمولى ومن هنا جاء حكم الانتخاب بين الولي والمولى وبين المولى والولي بحكم العهد والميثاق و الصحبة والقوة وخواتم سر الولاية لتقوية الإيمان بسر الولاية فالنبوة انتهت بخاتم الأنبياء محمد(ص) والخلود أصبح ملزم بالولاية بحكم ذرية أمير المؤمنين علي (ع) و بقول الرسول (ص) (إني تارك فيكم الثقلان كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) فالولاية أخذت من الرسول (ص)عن طريق جبرائيل(ع) من الله عز وجل إلى مولى الأولياء علي إبن أبي طالب (ع) حامي المستضفين من الناس ولذا فإن حكم الولاية مسند لأهل بيت رسول الله ولذا أوجبت الانتخاب للعامة من دون شك.  

قوة التحفيز لدى أصحاب الولاية

 

           التسابيح سر قوة الولي بحكم التحفيز باعتبار إن الله مفاتيح السماوات والأرض وأسماء الله الحسنى سر قوة المولى بقوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ومن هنا جاءت أحكام التركيز اللفظي والتخاطري العددي الغير منقطع عن أصحاب الولاية بقوله تعالى (سبحوه ُ بكرةٌ وأصيلاً). (ولكم في النهار سبحاً طويلاً) وغيرها من التسبيحات للتوكيد بحكم سر قوة المولى بحكم المدد الإلهي لأسماء الله. وضمن مداد النمو للطاقة التحفيزية الكامنة للنمو الروحاني وحسب ما شرحناه سابقا بحكم القدرة الابرازية وحتمية الإقرار بأن تلك الطاقة تمر بمراحل ثلاث للدليل على قدرة المولى وهي بمثابة إعلام على مراحل التقييم بحكم التجليات القلبية وسيطرة التلاشي على غريزة الشك بحكم الغاية المرادة وذلك بالإيمان واليقين المطلق بقدرة الله عز وجل وتلك المرحلة من النمو تبدأ باسلوب كمال الرؤيا ضمن مراحل التسابيح والعبادات والسيطرة الانفعالية بحكم المنازل والمقامات الربانية وتسمى بالمرحلة الأولى بتحسس القدرة ____ اليقين ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي قدرة التسخير والكشف عند المولى أي كشف عين اليقين وتلك المرحلتين يكون الشيطان رديفك وقد يحالفك ويمنيك ويغريك لتكون عوناً للشيطان أما القوة الثالثة وهي قوة التحكم بالقوة الكامنة بحكم شيطان الرحمن أو بقدرة شيطان حليف والعياذ بالله فاعلم إن الشيطان إن اراد أن ينزل إلى الأرض فلا ينزل إلا على هيئة حكيم وان الشيطان يعلم الله حق اليقين ويعمل باطلاً فكونوا مع الله مع الله ومع جند الله ولعنة الله على شياطين الإنس والجن وكن من المخلصين لله بقوله تعالى (إنَ عبادي ليسَ لك عليهم سلطانٌ إلا من اتبعك من الغاوين). وبقوله (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين). هذا عهد الله وميثاقه ولاتكن حليفاً للشيطان أو عضداً لظالم أو ظهيراً لمجرم ولا من الذين يريدون علو في الأرض ولا فسادا وهذا هو الطريق السالك إلى سر الولاية للوصول إلى الغاية المرادة .

واعلم أيها الموالي إن للولاية أسرار تمنح للولي فإذا كشف الولي سره يكون كمن كشف عورته واخزاه الله فأحذر أيها السالك من غضب الله وخزي الدنيا قبل الآخرة لتكون عبرة لمن اعتبر فكن مع جند الله ويكون الله معك وان الموالي اشد أعداء الشيطان لبيعهم أنفسهم إلى الله واشترى الله أنفسهم بقوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يُقاتلون في سبيل الله فَيقتلون ويُقتلون وعدٌ عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقران ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين). وان هذه الدنيا إلا متاع الغرور بقوله تعالى (واعلموا إنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةُ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد كمثل غيثٍ أعجب الكفار نباتهُ وثم يهيج فتراهُ مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذابٌ شديدٌ و مغفرةٌ من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).

 

وجوب حكم الولي

 

             إن الميزة الحقيقية لكل مؤمن بالله تعالى التنافسية ضمن القيمة الحقيقية لإرضاء الله عز وجل قبل إرضاء النفس البشرية ومن هنا جاءت الأحكام التنافسية من ضمنها العبادات بقوله تعالى (إنما وليكم الله ورسولهُ والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)

      والعمل المنجز بحكم التقوى بقوله تعالى (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) وبقوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولهُ والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) وبقوله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم). وهذا بحكم سرانية العمل.

عالما بأمور الدين والدنيا والناس بقوله (وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا إلى صراط مستقيم).

      ومن هنا جاء تقييم الولي عند الله بان يكون له ميزة العبادة والعمل والعلم أي عابداً عاملاً عالماً وهذا بحكم القوي والأحسن للاتزان الكوني ولذا فان الميزة التنافسية لديه ليست لأمور الدنيا بقدر ما هي للمنزلة عند الله بحكم الاختبار والاختيار لصيغة المنازل الربانية لنبلونكم ايكم أحسن عملاً وليس هروباً من الواقع للتعايش ضمن مرحلة العبادة كركيزة للتهرب والانخراط بالمراءاة بدافع النفس الشريرة فالولي يميزه فيتم تقييمه لإنجاز الغاية بحكم سر الولاية ضمن مراحل التقييم ألاختباري والاختياري والقدرة الجهادية لديه .